رحلات قصيرة ~]]

غلآوي فضي عدد المشآركآت.. : 92

[size=25]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مدخل/
عفـتُ الحيـاة بدنيـا كلهـا فتـنٌ
قد مزَّقت أهلهـا جسمـاً ومعتقـدا
وأشعلت نارهـا فـي كـل ناحيـةٍ
وإنَما جمرُهـا مـن كيدِهـا وقـدَا

الحياة كشجرة في دنيا الخريف تتفرع منها أغصان الذكريات وتتساقط أوراقها في أنهار ( الحب والإنسانية والصداقة وغربة الوحدة )
تجري مياهها إلى أن تصل إلى مجرى البحر وترسوا
على موانئه معلنه نهاية رحلة قصيرة من العمرفي محطة النسيان...!

/

محطة الحب

أحلام تقذف بنا أمواجها على أرض ليس لها وجود بأطلس الواقع كقصة خرافية
ذات نزعة نفسية عميقة حيث يتسلل داخل القلب بهدوء كموجة برد لطيفة وفي غفلة من العقل
بل إنه لم يعد يبالي بتلك الأوامر التي يرسلها له العقل ويصبح عبد مأمور لذلك القلب فهو :
علم الإبحار فيه يزيدنا جهلاً كبحر لاساحل له وأسطورة من الصعب على الجميع إدراكها!
والغوص في أعماقها فهو قطار متجول يطوف العالم ولكن لابد له أن يستقر في إحدى محطاته
حيث يكون وجد فرصته فيداعب الإحساس ويمتلك الروح فإما أن يبغي الخلود
أويرحل ويتركك فاقداً لإحساسك فبعد أن كنت كل شي أصبحت لاشي وتكون تجربة عمرها بعمر الورود !!!

محطة الإنسانية /

سلوكيات تميزنا بها عن باقي المخلوقات ضمائر حيه.
أن تعيش حياتك بعدد مشاعرك وليس بعد السنين
وتضاعف عمرك الفردي بمشاركته طولاً وعرضاً
مع أرصدة الآخرين همومهم مشاكلهم أفراحهم أحزانهم
تعتاد عليهم ويعتادوا عليك تشيد لك بناء دافئ في أعماق قلوبهم وأعينهم
لاينهدم حتى بعد رحيلك عنهم فهو أحاسيس متجدده رائعه دفينه
مستمرة وليست مؤقته كحال إنسانيتنا اليوم نمسح دمعة يتيم وتتحرك مشاعرنا تجاهه أثناء مشاهدته
وسرعان ماتزول وتتجرد عنا بمجرد ذهابه
شيخ بائس فقير يائس دماء تهدر أرامل وثكلى دول إسلاميه تُدمّر مذابح إنسانيه
كم من المشاعر والأحاسيس التي تفيض عند مشاهدتك لكل هذا وتشعر بأن إنسانية عميقة تتدفق من قلبك

ولكن كل هذه تنتهي بمجرد قلب المحطه عنهم وتنتهي هُنارحلة الإنسانية!؟

محطة الصداقة /

كلمة نجيد التعبير عنها بكل بلاغة ولكنها تتجسد بغفرالهفوات وتتوثق بمعاني الحب
كي نحافظ عليها من التحول إلى مشاعر صفراء ذائبة تتغذى بالذكريات الراحلة.
صديقي سأكتب كل صفعاتك على الرمل كي تكون حدثاً عابراً يختفي بهبوب أبسط الرياح
وسأنقش جمائلك على الصخر حتى تستعصي الأيام محوها
فكيف سأختار من يشاهدني من زاوية الأخوة فقط قافلاً كل زوايا الزلات كما أشاهده !
فقلوبنا صدأت من ترسبات الخيانة
وأقدامنا عجزت عن مواصلة السير من كثرة الوقوف على محطات الغدر والوداع الحزين
وتنتهي رحلتنا معهم تاركة آثارالجروح وشعور ساذج غبي في بذل أحاسيس فشلت في العثور
عمن يصونها!!!

محطة غربة الوحده/

ليل لانهاية له بعد أن كان نهار لاتغيب شمسه
كيف يكون ذلك ؟؟!!
أم وأب سهرا على راحتك ملؤو عليك حياتك لبو رغباتك تسقط دمعاتهم من أجل سعادتك
أعمار فُنيت في إيصالك للمستحيل وعند وصولك للقمة تركتهم على ذاك الرصيف
ينتظرون فيه قطار قدومك لهم أعينهم لاتُفارق تلك المحطة بل ربما حفظوا عدد الألواح الخشبية
التي صُفّت لتكون السكة الحديدية فما أشبهها لمحطات عمرٍ بُنِي من أجل أن تسيرعليه حياة أبناءهم
ليرحلوا عنهم ويهجروهم وهم في أشد الحاجة لهم فبعد أن كانت
حياتهم عامرة بالضجيج والسعاده أصبحت موحشة كئيبة يتمنون سماع
صوت الصفارة المزعج والعجلات السريعه
فتساقطت دموع غربتهم وارتسمت تجاعيد وحدتهم
وخالط الشيب زجاج نافذة لقطار أعلن نهاية رحلة قصيرة لم تكتمل !!!

محطة العمر/

ماالإنسان إلا بداية نهاية!!
فعندما تحين ساعة الولادة تكون قد حانت الساعة التي تعقبها
شهر سنة مائة عام كلها ستُختم بساعة الوفاة
ومالحياة إلا كفتيل شمعة موقدة مهما طالت إنارتها فلابد لها أن تنطفئ
كان رفيق دربي كان صديقي كان يملأ علي حياتي كُنت لاأستغني عنه
يومي يكون كئيباً عندما لاألتقي به المنزل يصبح قبراً إذا غاب عنه
زميل عمل لاأستطيع التكيف من دونه
كل هذه المصطلحات تتلاشى بوقع دقيقة واحده
فلافرق بين المرء عندما يعمر مائة عام وبين الفراشة عندما تعيش ثمانية أيام
فقطار العمر سيتوقف عند محطة النهاية لامحالة
ومهما طال بنا العمر سيبقى رحلة قصيرة؟؟!!

/

جميع ماذكرت من رحلات قصيرة ليس بالضرورة أن ترسوا على ذلك البحر الذي تقيم شطآنه على موانئ النسيان!
فقد تتعدد الموانئ و تتنوع القطارات والذكي هو من يحسن إختيار قطار رحلته ومحطة حياته
لتكون تجربته خالده بخلود عمر عاشه بالطول والعرض حتى بعد نهاية محطة العمر
لأنه أستعد لزمان سرمدي خالد لاينتهي أبدا!!!

مخرج/

تماوجَ العمرُ بيـن الخيـرِ والشَّـرِ
وقد حصدنا به حزنـاً مـن الغيـرِ
ياماشيَ الدرب حاذرْ مـن تعرجـها
واحملْ سراجَ الهدى في عتمةِ السَّيرِ

منقول

بقلم اِرتقاءْ
[/size]